رغم الضغوطات.. سانشيز يحول موقف حكومته من مغربية الصحراء لورقة انتخابية رابحة
على الرغم من التباطؤ الذي تشهده عملية تنفيذ اتفاق "خريطة الطريق" الموقعة بين الرباط ومدريد في الشهور الأخيرة، تزامنا مع تسارع التحضيرات للاستحقاقات الانتخابية، عاد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز للتأكيد على صواب موقف حكومته من الصحراء المغربية، مدافعاً عن هذا التّحول الاستراتيجي في العلاقات مع الجار الجنوبي، باعتباره "خطوة إلى الأمام" لحل النزاع المفتعل الذي طال أمده.
وخلافا لتخمينات معارضيه، لم يرفض سانشيز الإجابة عن الأسئلة المرتبطة بالتحول التاريخي لموقف إسبانيا من مغربية الصحراء، ضمن الحوار المتلفز مع "لاسيكستا"، والذي يأتي في سياق التحضير للاستحقاقات الانتخابية الإسبانية المرتقبة في يوليوز المقبل، بحيث دافع عن دعم حكومته لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، التي أسهمت في إرساء علاقات "أكثر متانة" مع المغرب، الحليف "الاستراتيجي" لمواجهة الهجرة غير الشرعية.
ودافع سانشيز وهو يحاول إقناع مواطنيه بالتصويت على حزب العمال الاشتراكي، على موقف حكومته من مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، الذي اعتبرته في البيان الإسباني المغربي الصادر في 7 أبريل الماضي "الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع"، مشدّدا على أنه حان الوقت للمضي قدما في هذا الملف الذي لم ينجح في بلوغ أي تقدم على مدار 50 عاما الماضية.
وأشار المسؤول الحكومي الإسباني، إلى أن المجتمع الدولي والولايات المتحدة والدول الأوروبية الرئيسية، تُجمع على أنه "يجب علينا إيجاد طرق أخرى لحل هذا الصراع داخل الأمم المتحدة، ودائمًا على أساس أن يكون حلاً متفق عليه من قبل أطراف النزاع" مضيفا: "أنا أعتقد أن إسبانيا يجب أن تكون في هذا الموقف البناء".
وبالمقابل أكد رئيس الوزراء الإسباني، أن نقطة التحول التاريخية في موقف إسبانيا فيما يتعلق بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، لم تُؤثر في أي وقت من الأوقات على المساعدات الإنسانية الموجهة لمحتجزي تيندوف مشيرا إلى أن إسبانيا "لا تزال المانح الرئيسي للمساعدات الإنسانية لمن أسماهم "الشعب الصحراوي".
علاوة على ذلك، نفى سانشيز بصفة قطعية أن يكون التغير الحاصل في الموقف الإسباني من مغربية الصحراء بمثابة رضوخ لابتزاز ما أو ذو أهداف استراتيجية مرتبطة بتدبير ملف الهجرة أو السيطرة على تدفقاتها في الحدود الجنوبية كما يدّعي معارضوه، مشدّدا في الآن ذاته، على أن "التعاون والتعاضد الذي لدى مدريد مع المملكة المغربية هو أيضًا أمر إيجابي للغاية بشأن سيلسة الهجرة.
من جهة ثانية، قال بيدرو سانشيز، إنه مقتنع تماما بفوزه في الانتخابات المزمع تنظيمها في 23 يوليوز المقبل، مشيرا إلى أنه يرى نفسه من الآن منتصرًا على خصومه، وبدأ في رسم معالم سيناريو بدون أغلبية مطلقة.
وأكد القيادي "الاشتراكي"، أنه على ثقة تامة بفوزه في الانتخابات بالأصوات والمقاعد اللازمة لتكوين أغلبيته التي لن تكون مطلقة، مضيفا "أعتقد أنني سأفوز في الانتخابات، وأنه سيكون لدينا أغلبية تقدمية مع يولاندا.".
وكان بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء، قد أعلن عن تغيير موقف إسبانيا بشأن الصحراء قبل أكثر من عام، في رسالة بعثها إلى ملك المغرب، طاويا بذلك الأزمة الثنائية غير المسبوقة بين البلدين الجارين، نتيجة استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي، سرًّا، في أحد مستشفيات مدريد للعلاج، بجواز سفر مزور، وما تلاه من اقتحام لآلاف الأشخاص إلى مدينة سبتة بطريقة جماعية، انطلاقا من الأراضي المغربية.
وكان الملك محمد السادس، ورئيس الوزراء الإسباني قد أشرفا في الرباط، يوم 7 أبريل من العام الماضي، على تنفيذ خطوات تصبو ترميم العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بالتوقيع على خريطة طريق لعلاقة جوار جديدة، وفق مبادئ الشفافية والحوار الدائم والاحترام المتبادل واحترام وتنفيذ الالتزامات والاتفاقات الموقعة بين الطرفين.
ووقع بيدرو سانشيز مع نظيره المغربي عزيز أخنوش، مطلع فبراير المنصرم في الرباط، على 19 اتفاقية للتعاون بين البلدين في مجالات مختلفة خلال اجتماع وزاري رفيع المستوى من أجل تعزيز شراكتهما الاستراتيجية.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :